jeudi 31 décembre 2009
mercredi 30 décembre 2009
dimanche 27 décembre 2009
اعمال الفلوجة للفنان العراقي اياد الجلبي
بقلم نزار شقرون
تجربة الفنّان إيّاد الجلبي فقد توزّعت على مظهرين مختلفين في مسار مواجهة الواقع العراقي الدّامي. يعدّ الفنّان إيّاد واحدا من الفنّانين العراقيّين الذين ربطوا لمسة الفرشاة بالعذاب الإنساني، فجاءت أعماله من "لوحات نويل" إلى "لوحات الفلّوجة" ممعنة في وشم الذّاكرة العربيّة، ذاكرة موشومة لم تستطع القنابل أو طائرات ب52 أن تمحي آليّاتها أو أن تحقنها بالصّمت الرّهيب، فحين واجهت بغداد وحدتها الأبديّة أمام قصف كوني تشظّى الوجه الآدمي وأصبحت الهويّات المفردة غير ممكنة التّحديد. كانت القواسم المشتركة لهذه الهويّة تفضي إلى وحدة التّبعثر والهلاك والفزع. استمال الوجه إلى صرخة مدوّية، كذلك هو في أعمال شلبي، توافق عميق مع مأسويّة الحدث والحالة والواقعة المستميتة في الحضور. وإذا كان فنّ البورتريه هو تجلّ لملامح الوجه فإنّ مقاربة الفنّان لهذا المظهر الفنّي تميّزت بالمغايرة. لقد استعمل إيّاد شلبي فرشاته بلمسات سريعة أكّدت حضور الحركة إذ لا يمكن أن يُسعف الوجه في ظلّ تهاطل القذائف، فديناميّة اللّون تتناغم مع طريقة التّصدّي لارتعاشة اليد التي ترصّف الألوان فوق بعضها دون اكتراث لأيّ مواجهة مع حدود الوجه المعلومة لأنّ الملامح تختفي كلّما انهمرت الألوان، ويبدو من الشّاق جدّا تبيّن سمات العينين والأنف والفم وهناك كثافة لونيّة خضراء، صفراء فاقعة وحمراء تمنع الوضوح، بل هناك طمس للوجه، هو طمس الواقع له، لأنّ الوجه يريد أن يتجلّى رغم هيمنة الألوان. وتبدو الحركة إذن صراعا حادّا بين رغبة الوجه في الانكشاف وسلطة الواقع/الفعل الدّموي في نسف الوجه. حينذاك لا يكون الوجه غير انتماء موجز للشّهداء الذين عبروا سماء بغداد دون تردّد.
تأخذ وجوه شلبي محور اللّوحة، القداسة دائما تفترض المحور من الأيقونة إلى البورتريه، المحور منذور لهيمنة الوجه منذ القديم. لكنّه يأتي في شكل شظايا، فاللّوحة تنقسم إلى هذين الحيّزين، حيّز الوجه وحيّز الفضاء الأزرق الممتدّ. الفراغ الشّاهد على امتلاء مقبور وحضور مغيوب. لكنّ الوجه ليس منفردا، ثمّة اشتعال لأشجار"نويل" التي تشتعل بهذه الوجوه. الشّجرة لدى إيّاد شلبي، أصلها في الأرض الجريحة بأنفاس الكائنات من الأطفال والشّيوخ والنّساء وفرعها سمات لم تعد لها أسماء. إنّ التّشوّه الذي لحق بالوجه البشري ليس مأتاه الواقع المرجعي فحسب بل إنّ الاختيار الجمالي هدف بدوره إحلال هذه المزاوجة بين البعد الشّخصي والبعد التّجريدي، فالأعمال تتردّد بين هذين البعدين وفيهما مشاكسة للواقع، كما أنّ الفنّان يبوح بهذه العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الفنّ وبين القضيّة، دون ابتذاليّة، أليست قضيّة الفنّان هي الإنسان؟
لذلك نراه يتعمّد منذ سنوات تمتين هذا المبحث الفنّي فانتهى به إلى أعمال جديدة غابت فيها الألوان لتظهر الدّرجة الحياديّة كاستنكار للحياديّة المغرضة التي يتموقع فيها المشاهد إزاء ما يحدث في العراق. فاتّخذ الجلبي من أحداث الفلّوجة فضاء رمزيّا للتّعبير والتّكوين، فتغيب الألوان وينقشع الزّيت ليتوسّل بالإكريليك وينسف بالأبيض والأسود منطقة الصّمت العالمي. تكون اللّوحة فضاء للوجود ولكنّها في سلسلة أعماله الأخيرة كون مظلم يشهد تفجّر الوجود، ولا يكون الوجود غير استفحال لانفجار ما، يأخذ شكلا مبهما في آونة التّلقّي الأولى إلاّ أنه سرعان ما يهب المشاهد بعضا من تشكّلاته، يقطع الفنّان مع الفعل التّشخيصي، إنّه يواجه تجريديّة صاخبة تخرج عن التّبقيع لتتّصل أكثر بحركة اليد وهو تتجرّأ على سواد الفضاء تدمغه بضربات سريعة ودقيقة، تتشاكل مع المرجع الواقعي لا في تصويريّته ولكن في عنف حركته. إنّ هذا الواقع بلغ منزلة اللاّتحدّد حيث يكون أقصى من المتصوّر، من الكابوس أصلا، كيف يمكن تمثيل ما هو أقصى من الكابوس، اللّعنة نفسها كيف يمكن تمثيلها؟ يتمّ استدعاء الأبيض لا ليكون حياديّا ، إنّه في أعمال الجلبي منحاز، ولكن مع من؟ وضدّ من؟ أوّلا هو منحاز ضدّ اللّونيّة الطّافحة التي عرفتها تجربته الفنّيّة ، وهو منحاز ثانيا ضدّ أصليّته كدرجة مضيئة فحسب ، وهو منحاز ثالثا ضدّ الواقع : سواد الصّمت.
يتجرّأ الفنّان على دمج حركة اليد مع فضاعة المرجع الواقعي ليهب النّور، وليمنح الشّكل حضوره الأقصى فالشّيء مثلما يبيّن موليم العروسي" لا يكتسب أهمّيّته إلاّ بقيمة الضّوء المسلّط عليه، ذلك أنّ الأحجام لا تظهر، سواء أكان ذلك في الطّبيعة أم في الفنّ، إلاّ بوجود الضّوء. وإذا أراد الفنّان تمثيل منظر معيّن، مهما تكن المادّة التي يعتمد عليها، فإنّ الضّوء يلعب دورا هامّا في إبراز الكتل والأشكال. وهكذا يظهر النّور وكأنّ له سلطة مطلقة"
ولكن ماذا يضيء الجلبي، وقائع الفلّوجة؟ يضيئ الألم باكتساح النّور لأغلب حيّزات الفضاء لتتجلّى أشكال تبتهج في ظاهرها بالفوضى العارمة ولكنّها ليست فوضى، إنّها مخادعة ، فهذا النّوع من المعالجة الفنّيّة يفترض التّمهّل في القراءة، سنرى علامات هندسيّة وخطوطا متشابكة ومتقاطعة، سنرى ما يشبه تبرعم الأوراق، خطوط راحة الورقة الطّبيعيّة وكأنّها خطوط قدريّة اليد المقهورة ، فالطّبيعة نفسها تتفجّر ، تتلوّى ، يعني ذلك أنّ الأرض وما عليها في غضب، تأخذ الأشكال بعد "الأثر"، فعلا إنّ ما يسعى إليه الفنّان هو أثر الحدث وليس الحدث ذاته، إنّه أثر الشّكل وليس الشّكل، أثر المعنى وليس المعنى. ولكن أين الإنسان؟ هل يغيب تماما بعد أن كان حاضرا في الأعمال السّابقة؟
سنرى بعضا من تفصيلات الوجوه تكاد لا تظهر، هي مشوّشة وقد تكون مشوّهة، مصدومة بزلزال يشبه الانفجار الأوّل، لكنّ هذه الأشكال لا تولد بين الظّلام ، بل تولد أيضا في رحم رماديّ لكأنّ التّفجّر يقود الكون إلى انبجاسة البياض من جديد. وتبدو تفجّرات الأشكال متّشحة بالسّواد، فحركة التّشكيل لا تغفل حضور الأسود في مختلف أجزائها، أي أنّ الحركة في الفضاء المبيضّ لا تخلو من صراع بين النّور والظّلمة، هو التّضادّ الأقصى الذي يقوّي درجة الإيحاء في خطّيّات ممتزجة بالرّغبة في التّشكيل حيث تبرز يد الفنّان الغرافيكي الذي يحتفي بالخطّيّات في فضاء الورقة. ويينع في العمل الواحد منزعان في الفنّ :الرّسم والغرافيك، وهما بالطّبع وجهان لشخصيّة الفنّان الجلبي.
بقلم نزار شقرون
تجربة الفنّان إيّاد الجلبي فقد توزّعت على مظهرين مختلفين في مسار مواجهة الواقع العراقي الدّامي. يعدّ الفنّان إيّاد واحدا من الفنّانين العراقيّين الذين ربطوا لمسة الفرشاة بالعذاب الإنساني، فجاءت أعماله من "لوحات نويل" إلى "لوحات الفلّوجة" ممعنة في وشم الذّاكرة العربيّة، ذاكرة موشومة لم تستطع القنابل أو طائرات ب52 أن تمحي آليّاتها أو أن تحقنها بالصّمت الرّهيب، فحين واجهت بغداد وحدتها الأبديّة أمام قصف كوني تشظّى الوجه الآدمي وأصبحت الهويّات المفردة غير ممكنة التّحديد. كانت القواسم المشتركة لهذه الهويّة تفضي إلى وحدة التّبعثر والهلاك والفزع. استمال الوجه إلى صرخة مدوّية، كذلك هو في أعمال شلبي، توافق عميق مع مأسويّة الحدث والحالة والواقعة المستميتة في الحضور. وإذا كان فنّ البورتريه هو تجلّ لملامح الوجه فإنّ مقاربة الفنّان لهذا المظهر الفنّي تميّزت بالمغايرة. لقد استعمل إيّاد شلبي فرشاته بلمسات سريعة أكّدت حضور الحركة إذ لا يمكن أن يُسعف الوجه في ظلّ تهاطل القذائف، فديناميّة اللّون تتناغم مع طريقة التّصدّي لارتعاشة اليد التي ترصّف الألوان فوق بعضها دون اكتراث لأيّ مواجهة مع حدود الوجه المعلومة لأنّ الملامح تختفي كلّما انهمرت الألوان، ويبدو من الشّاق جدّا تبيّن سمات العينين والأنف والفم وهناك كثافة لونيّة خضراء، صفراء فاقعة وحمراء تمنع الوضوح، بل هناك طمس للوجه، هو طمس الواقع له، لأنّ الوجه يريد أن يتجلّى رغم هيمنة الألوان. وتبدو الحركة إذن صراعا حادّا بين رغبة الوجه في الانكشاف وسلطة الواقع/الفعل الدّموي في نسف الوجه. حينذاك لا يكون الوجه غير انتماء موجز للشّهداء الذين عبروا سماء بغداد دون تردّد.
تأخذ وجوه شلبي محور اللّوحة، القداسة دائما تفترض المحور من الأيقونة إلى البورتريه، المحور منذور لهيمنة الوجه منذ القديم. لكنّه يأتي في شكل شظايا، فاللّوحة تنقسم إلى هذين الحيّزين، حيّز الوجه وحيّز الفضاء الأزرق الممتدّ. الفراغ الشّاهد على امتلاء مقبور وحضور مغيوب. لكنّ الوجه ليس منفردا، ثمّة اشتعال لأشجار"نويل" التي تشتعل بهذه الوجوه. الشّجرة لدى إيّاد شلبي، أصلها في الأرض الجريحة بأنفاس الكائنات من الأطفال والشّيوخ والنّساء وفرعها سمات لم تعد لها أسماء. إنّ التّشوّه الذي لحق بالوجه البشري ليس مأتاه الواقع المرجعي فحسب بل إنّ الاختيار الجمالي هدف بدوره إحلال هذه المزاوجة بين البعد الشّخصي والبعد التّجريدي، فالأعمال تتردّد بين هذين البعدين وفيهما مشاكسة للواقع، كما أنّ الفنّان يبوح بهذه العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الفنّ وبين القضيّة، دون ابتذاليّة، أليست قضيّة الفنّان هي الإنسان؟
لذلك نراه يتعمّد منذ سنوات تمتين هذا المبحث الفنّي فانتهى به إلى أعمال جديدة غابت فيها الألوان لتظهر الدّرجة الحياديّة كاستنكار للحياديّة المغرضة التي يتموقع فيها المشاهد إزاء ما يحدث في العراق. فاتّخذ الجلبي من أحداث الفلّوجة فضاء رمزيّا للتّعبير والتّكوين، فتغيب الألوان وينقشع الزّيت ليتوسّل بالإكريليك وينسف بالأبيض والأسود منطقة الصّمت العالمي. تكون اللّوحة فضاء للوجود ولكنّها في سلسلة أعماله الأخيرة كون مظلم يشهد تفجّر الوجود، ولا يكون الوجود غير استفحال لانفجار ما، يأخذ شكلا مبهما في آونة التّلقّي الأولى إلاّ أنه سرعان ما يهب المشاهد بعضا من تشكّلاته، يقطع الفنّان مع الفعل التّشخيصي، إنّه يواجه تجريديّة صاخبة تخرج عن التّبقيع لتتّصل أكثر بحركة اليد وهو تتجرّأ على سواد الفضاء تدمغه بضربات سريعة ودقيقة، تتشاكل مع المرجع الواقعي لا في تصويريّته ولكن في عنف حركته. إنّ هذا الواقع بلغ منزلة اللاّتحدّد حيث يكون أقصى من المتصوّر، من الكابوس أصلا، كيف يمكن تمثيل ما هو أقصى من الكابوس، اللّعنة نفسها كيف يمكن تمثيلها؟ يتمّ استدعاء الأبيض لا ليكون حياديّا ، إنّه في أعمال الجلبي منحاز، ولكن مع من؟ وضدّ من؟ أوّلا هو منحاز ضدّ اللّونيّة الطّافحة التي عرفتها تجربته الفنّيّة ، وهو منحاز ثانيا ضدّ أصليّته كدرجة مضيئة فحسب ، وهو منحاز ثالثا ضدّ الواقع : سواد الصّمت.
يتجرّأ الفنّان على دمج حركة اليد مع فضاعة المرجع الواقعي ليهب النّور، وليمنح الشّكل حضوره الأقصى فالشّيء مثلما يبيّن موليم العروسي" لا يكتسب أهمّيّته إلاّ بقيمة الضّوء المسلّط عليه، ذلك أنّ الأحجام لا تظهر، سواء أكان ذلك في الطّبيعة أم في الفنّ، إلاّ بوجود الضّوء. وإذا أراد الفنّان تمثيل منظر معيّن، مهما تكن المادّة التي يعتمد عليها، فإنّ الضّوء يلعب دورا هامّا في إبراز الكتل والأشكال. وهكذا يظهر النّور وكأنّ له سلطة مطلقة"
ولكن ماذا يضيء الجلبي، وقائع الفلّوجة؟ يضيئ الألم باكتساح النّور لأغلب حيّزات الفضاء لتتجلّى أشكال تبتهج في ظاهرها بالفوضى العارمة ولكنّها ليست فوضى، إنّها مخادعة ، فهذا النّوع من المعالجة الفنّيّة يفترض التّمهّل في القراءة، سنرى علامات هندسيّة وخطوطا متشابكة ومتقاطعة، سنرى ما يشبه تبرعم الأوراق، خطوط راحة الورقة الطّبيعيّة وكأنّها خطوط قدريّة اليد المقهورة ، فالطّبيعة نفسها تتفجّر ، تتلوّى ، يعني ذلك أنّ الأرض وما عليها في غضب، تأخذ الأشكال بعد "الأثر"، فعلا إنّ ما يسعى إليه الفنّان هو أثر الحدث وليس الحدث ذاته، إنّه أثر الشّكل وليس الشّكل، أثر المعنى وليس المعنى. ولكن أين الإنسان؟ هل يغيب تماما بعد أن كان حاضرا في الأعمال السّابقة؟
سنرى بعضا من تفصيلات الوجوه تكاد لا تظهر، هي مشوّشة وقد تكون مشوّهة، مصدومة بزلزال يشبه الانفجار الأوّل، لكنّ هذه الأشكال لا تولد بين الظّلام ، بل تولد أيضا في رحم رماديّ لكأنّ التّفجّر يقود الكون إلى انبجاسة البياض من جديد. وتبدو تفجّرات الأشكال متّشحة بالسّواد، فحركة التّشكيل لا تغفل حضور الأسود في مختلف أجزائها، أي أنّ الحركة في الفضاء المبيضّ لا تخلو من صراع بين النّور والظّلمة، هو التّضادّ الأقصى الذي يقوّي درجة الإيحاء في خطّيّات ممتزجة بالرّغبة في التّشكيل حيث تبرز يد الفنّان الغرافيكي الذي يحتفي بالخطّيّات في فضاء الورقة. ويينع في العمل الواحد منزعان في الفنّ :الرّسم والغرافيك، وهما بالطّبع وجهان لشخصيّة الفنّان الجلبي.
jeudi 3 décembre 2009
mercredi 2 décembre 2009
jeudi 26 novembre 2009
samedi 27 juin 2009
dimanche 19 avril 2009
بقلم فاضل ناصر
التقيته فى صباح غائم بمدينة (يوتوبورى) في السويدواقفا على رصيف شارع مزدحم تظلل وجهه سحب الصيف الاسكندنافي ، حاملا فى يده حقيبه جلديه مليئه بالاوراق و شهادات التقدير ونسخ من اعداد الصحف الاجنبيه التى كتبت عنه وعن مسيرته الفنيه الزاخره بالابداع طول سنوات الغربه عن الوطن التى قاربت ربع قرن كان انيسا باتسامته المشرقه وبنظراته التى تلتهم الاشياء ،بسيطا وعميقا،تماما مثل لوحاته والوانه الحاره والمشرقه
اياد جلبى ... ؟ __
قالها بصوت خافت وواثق ، فاحسست باننى اعرفه من زمن طويل جدا، ربما قبل ان يخلق عالمه الفنى النابض بالنور و الالق و قبل ان تكتسى ملامحه هذه الالفه الهادئه التى تحمل فى طياتها ثوره من ال التضادات اللونيه لجزئيه التى تنعكس فى لوحاته،وعلى الرغم من الارهاق البادى عليه نتيجه استعداداته الجاريه لاقامه معرض له فى مدينة _ مالمو_ السويديه مع صديقه الفنان الفرنسى _باتريك فوركو_فى كالارى_نويا الا انه ابدى تجاوبا كبيرا لاجراء مقابله معه فى اذاعه _صوت التركمان _ فى مدينة يوتوبورى بالسويد . وهكذا ،حصلت على حديث ذو شجون مع هذا الفنان التركمانى الذى حمل ولايزال يحمل وهج مدينته الحبيبة _كركوك_طائفا عواصم الغربه لتعريف خصوصية الابداع وازليتها التى تنتجها ارض الرافدين. يعيش الفنان _اياد جلبى _منذ عقدين و نصف _باريس _ بفرنسا وله فيها ستوديو لتصميم ورق الحائط يعتبر خامس ستوديو فى التخصص بذلك المجال ،مستفيدا من دراسته الاكادميه لفن الرسم الذى خصص له جل نشاطه وابداعه متميزا عن اصدقائه الفنانين العراقين وخاصة جيل الرواد السبعينى منهم ...امثال ..ضياء العزاوى و فيصل لعيبي و صلاح جياد و ذلك باسلوبه الاقرب الى التجريد التلقائي الذي يحيل المساحه اللونيه الى دراسه تتاخم حدود الاحاسيس العفويه بدقه متناهيه وبانسجام اخاذ تذكرنا باعمال التعبيرين الالمان الا ان الفنان _اياد جلبى_ يقيم البنيان اللوني و خاصة في رسم الوجوه بقوة الحياة و باستمرارية الوجود الحركي فيها برهافه شديدة الاختزال لاطباعات اللونيه التى تحفل بها لوحاتها ليتسنى له سبر اغوار النفس البشريه عامة من خلال كادر انساني محدد ،فهو بذلك المهرجان اللوني المتناغم بالتضاد و اللالفه وبعناية قل نضيرها فى اعمال الفنانين العراقين يستخلص الالم الانساني الممض من خلال شلال توني جذل وعابث و بمعادله هارمونيه نابضه بموسيقى الحياة وبصدق التعامل مع اسرار الامرئي فيها فهو بالاضافة الى درايته و خبريه الطويله فى التعامل مع ادواته الفنية يمنح مقايس اعماله جمال و صدق التعامل المذكور الذى يذكرنا بقول شعرنا الكبير_محمد الفضولي_
الكلام الجميل والصادق سرمدي،يتسامى للابد ،والذي يتهاوى يمكث في التراب ،لا يخلد(بضم الياء).
ان النسيج العام للوحات _اياد جلبي _ ينزع نحو التجريد التحليلي .و ذلك باحاتيه ادق تفصيل في لوحاته الى دراسة متانيه تاطر التكامل و الترابط المنشود في صميم اللون و روح الفراغ لكي يكشف لنا تلك المسافة الكامنه بين نبض الاشياء و ملهات اللون ، انه يمارس باصابع طفوليه لعبة الكشف عن مدافن الاحياء ،فهو بهذا الاسلوب يرهن احاسيسه الصادقه لاعماق الالم ليبرز لنا انقاض المعانات بين شظاياالافراح ان تحديد اطار الابداع لديه، يكمن في تباوله نموذخين او اكثر يتكرران بصور متنوعه كانما ينبعان من سفح ذاكره سحيقه الا انه في لوحاته
في لوحاته ذات الشفافيات اللونيه الغارقه بالغموض و النائيه عن منطق الاقحام و التشويه لانه اساسا لا يكتفي بالتعاطف مع شخوصه و نماذجه بل مع ذاكرته و يذكره للاشياء ،و من هنا تكتسب ابداعه دقه شبيهة بدراسة
_الاركولوجيين_ ان جاز التعبير.... و لهذا كنت اتمنى ان احصل على بيغرافيا كامله لاعمال هذا الابن البار تركمان العراق
لتوثيقها و ارشفتها تمهيدا لضمها في دفة كتاب مع اعمال بقية الفنانين التركمان في اوروبا.
كما من الجهات الثقافيه في الجبهة التركمانية دعوتهم لاقامة معرض شامل لاعماله في مدينة كركوك التي احبوهت و احبتهم.لا يوظف الذاكرة بالمعنى العام نتمنى للفنان _اياد جلبي_ الذي يتذكر بحرقة استاذه _سعاد ارسلان_و_محمد عزت _و_خالد رمضان_و الذي يامل باقامة معرض جماعي مع فناني التركمان في السويد ....المزيد من التقدم....
و تحية لكل الطالبين غمار الافق من سفراء الفن التركماني الذين حولوا وهج نيران _باباكركر_ في دواخلهم الى فعل الازل. والمطلق ،
يرسم عمليه التذكر نفسها و خصوصا .
اياد جلبي في سطور...........
_من مواليد عام 1955 _كركوك _
تتلمذ على يد الفنان المرحوم _خالد الجادر_اكمل الدراسة في كركوك
_اشتغل في التصميم الصحفى ورسوم الاطفال في _مجلة المراة_و الفنون_العراقية و بسلسلة _دار ثقافة الاطفال.
_رحل الى باريس فى عام 1979 و درس الرسم فى اكادمية الفنون الجميلة في_اكس بروفانس_بجنوب فرنسا.
_ تعلم فن الكرافيك في اتيليه _لاكورييغ_و هي من اقدم مشاغل الفن في فرنسا التي اشتغل فيها كبار الفنانين امثال...
بيكاسو , دالي,و ماتس
_عمل في تصميم الصحف و المجلات الفرنسية و الاعلانات الى عام 1986 ثم عمل في تصميم الاقمشة و الخزف و الارضيات البلاستكيةو الفورميكا .... له معارض عديدة في اغلب دول اوروبا و امريكا والدول العربية.
_يقيم الان معرضا لاعماله في مدينة _مالمو_بالسويد.
تحقيق و متابعة فاضل ناصر
اذاعة صوت التركمان
يوتوبورى السويد
Inscription à :
Articles (Atom)