وُلد أياد دنّون عام ١٩٥٦ في مدينة كركوك التركمانيّة العراقيّة. في العشرين من عمره أثبت دنّون فَنّه إلى جانب الرّسام الكبير" خالد الجدير"، مُؤسس المدرسة الفنيّة العراقيّة المعاصرة. وفي الثانية والعشرين تدرّب دنّون على تقنيّة الرسم بالقصب والحبر الصيني، وعمل كرسّام ومصمّم لعدّة مجلات من بينها مجلّة للأطفال في بغداد. في العام ١٩٨١ سافر إلى "أكس بروفنس" حيث التحق أكاديمية الفنون الجميلة وفي العام ١٩٨٣ انتقل إلى باريس وأصبح عضواً في مشغل "لاكوريير"لتعلم فن الكرافيك في مون ما تر"وهي من المشاغل المعروفة في باريس بالإضافة إلى الرسم ، عمل كمصمّم ورسّام وخطاط في الصحافة الفرنيسيه والعربية . ويعمل منذ العام ١٩٨٨ مصمماً للأنسجة وورق الحائط والارضيات والفورميكا و الخزف لحسابه الخاص ولقد لعبت رسومه دوراً مهماً في تطويرالتصميم الداخلي ((الديكور))عالمياً وقد شارك بصالونات عالمية مهمة في مختلف أنحاء العالم من سنه 1990 الى يومنا هذا منها صالونات عالمية مشهوره (ديكوسيت في بروكسل، هيمتكس في فرنكفورت،باريتكس في باريس، سورتكس في نيو يورك). عضو في نقابة الفنّانين الفرنسيين و عضو في أداره جمعية بابل أرت وعضو في جمعية فنانين اليونسكو وقد شارك في عدّة معارض عالمية ومهرجانات فنيّة معاصرة
المؤلّفات ينهل أياد دنّون من منابع الشرق الأوسط. رسم في بداياته بالحبر الصيني ويستعمل في معظم رسوما ته بالقصب . فتبدو خطوطها مشغولة بدقّة بألوان واضحة وتفاصيل دقيقة. من المواضيع التي ألهمت أياد المنفى والحنين إلى البلد الأصل، كما أنّ فّن بلاد ما بين النهرين كان ابتكاراً ألهم ريشته. بعض مؤلّفاته أعادت خلق هذا الجو الشرقي وعطوره وموسيقاه أليس هذا اكتشافا لجنّته الضائعة؟ كانت المرحلة الثانية في إبداعاته صلة وصل بين الماضي والحاضر، إعادة خلق حيث يهيمن الغموض. متأثّر ومتمرد على الأحداث التي عاشها في بلده الأم، يرسم أياد صوراً غامضة بألوان حيّة مشعّة أو بالأبيض والأسود. هذه الصور تلعب بالمسافات القريبة والبعيدة، بما هو مرئي وغير مرئي. من جهة أخرى يبحث أياد عن المادّة.لوحاته تحمل فرو قات ومستويات حارّة(فضيّة وذهبيّة وبرونزيّة،ومن الصدأ وبلون الأرض)مشغولة بتقنيّة متناسقة تنضح بالرونق والحيوّية. تظهر للعيان أشكالاً ورموزاً وبعض الأحيان علامات أثنية تدخل في عمق الفكر الأزلي والمعاصر.
مسيرته الفنيّة
ما وراء الأشكال الجماليّة الظاهرة وتوازن الأشكال وتناسق الألوان يسعى أياد دنّون بكون شاهد على عصره. فلوحاته تسرد وتصور الأحداث التي يعرض بها بلده الأم في السنين الأخيرة (مجموعة وجوه تتسلسل بالأبيض والأسود. ترسم تلوناته وجوهاً بتعابير مختلفة تتداعى في ما بينها.فإذا تطلعنا إليها من بعيد نرى بقماً، مزيجاً من الألوان الصافية الفرحة دون أي معنى، وإذا اقتربنا منها نستطيع تمييز وجوه رجال ونساء بتعابير مؤثّرة واحدة تلو الأخرى. وهكذا سحرت هذه الوجوه وأنسنت لتصبح نظرة شاهدة على الواقع. هذه اللوحات تستحق التأمل والتحليل على عدّة مستويات. معاصر، كيميائي حقٍّ حقيق، يكتشف التقنيّات يمزج بالمواد والألوان ويعطيها أشكالاً. مزيج من الثقافتين الفرنسيّة والشرقيّة يطبع أسلوبه ويغني رسوما ته ويعطيها الأصالة والابتكار. عالميٌّ بامتياز، منفتح على العالم لكن متعلّق بجذوره العميقة وثقافة بلده الأصل.بالنسبة له أن يرسم هو الأساس. الوصول إلى السعادة يمر عبر رسوماته التي ضمَّنها رسائله وآماله.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire