dimanche 19 avril 2009









بقلم فاضل ناصر

التقيته فى صباح غائم بمدينة (يوتوبورى) في السويدواقفا على رصيف شارع مزدحم تظلل وجهه سحب الصيف الاسكندنافي ، حاملا فى يده حقيبه جلديه مليئه بالاوراق و شهادات التقدير ونسخ من اعداد الصحف الاجنبيه التى كتبت عنه وعن مسيرته الفنيه الزاخره بالابداع طول سنوات الغربه عن الوطن التى قاربت ربع قرن كان انيسا باتسامته المشرقه وبنظراته التى تلتهم الاشياء ،بسيطا وعميقا،تماما مثل لوحاته والوانه الحاره والمشرقه
اياد جلبى ... ؟ __
قالها بصوت خافت وواثق ، فاحسست باننى اعرفه من زمن طويل جدا، ربما قبل ان يخلق عالمه الفنى النابض بالنور و الالق و قبل ان تكتسى ملامحه هذه الالفه الهادئه التى تحمل فى طياتها ثوره من ال التضادات اللونيه لجزئيه التى تنعكس فى لوحاته،وعلى الرغم من الارهاق البادى عليه نتيجه استعداداته الجاريه لاقامه معرض له فى مدينة _ مالمو_ السويديه مع صديقه الفنان الفرنسى _باتريك فوركو_فى كالارى_نويا الا انه ابدى تجاوبا كبيرا لاجراء مقابله معه فى اذاعه _صوت التركمان _ فى مدينة يوتوبورى بالسويد . وهكذا ،حصلت على حديث ذو شجون مع هذا الفنان التركمانى الذى حمل ولايزال يحمل وهج مدينته الحبيبة _كركوك_طائفا عواصم الغربه لتعريف خصوصية الابداع وازليتها التى تنتجها ارض الرافدين. يعيش الفنان _اياد جلبى _منذ عقدين و نصف _باريس _ بفرنسا وله فيها ستوديو لتصميم ورق الحائط يعتبر خامس ستوديو فى التخصص بذلك المجال ،مستفيدا من دراسته الاكادميه لفن الرسم الذى خصص له جل نشاطه وابداعه متميزا عن اصدقائه الفنانين العراقين وخاصة جيل الرواد السبعينى منهم ...امثال ..ضياء العزاوى و فيصل لعيبي و صلاح جياد و ذلك باسلوبه الاقرب الى التجريد التلقائي الذي يحيل المساحه اللونيه الى دراسه تتاخم حدود الاحاسيس العفويه بدقه متناهيه وبانسجام اخاذ تذكرنا باعمال التعبيرين الالمان الا ان الفنان _اياد جلبى_ يقيم البنيان اللوني و خاصة في رسم الوجوه بقوة الحياة و باستمرارية الوجود الحركي فيها برهافه شديدة الاختزال لاطباعات اللونيه التى تحفل بها لوحاتها ليتسنى له سبر اغوار النفس البشريه عامة من خلال كادر انساني محدد ،فهو بذلك المهرجان اللوني المتناغم بالتضاد و اللالفه وبعناية قل نضيرها فى اعمال الفنانين العراقين يستخلص الالم الانساني الممض من خلال شلال توني جذل وعابث و بمعادله هارمونيه نابضه بموسيقى الحياة وبصدق التعامل مع اسرار الامرئي فيها فهو بالاضافة الى درايته و خبريه الطويله فى التعامل مع ادواته الفنية يمنح مقايس اعماله جمال و صدق التعامل المذكور الذى يذكرنا بقول شعرنا الكبير_محمد الفضولي_
الكلام الجميل والصادق سرمدي،يتسامى للابد ،والذي يتهاوى يمكث في التراب ،لا يخلد(بضم الياء).
ان النسيج العام للوحات _اياد جلبي _ ينزع نحو التجريد التحليلي .و ذلك باحاتيه ادق تفصيل في لوحاته الى دراسة متانيه تاطر التكامل و الترابط المنشود في صميم اللون و روح الفراغ لكي يكشف لنا تلك المسافة الكامنه بين نبض الاشياء و ملهات اللون ، انه يمارس باصابع طفوليه لعبة الكشف عن مدافن الاحياء ،فهو بهذا الاسلوب يرهن احاسيسه الصادقه لاعماق الالم ليبرز لنا انقاض المعانات بين شظاياالافراح ان تحديد اطار الابداع لديه، يكمن في تباوله نموذخين او اكثر يتكرران بصور متنوعه كانما ينبعان من سفح ذاكره سحيقه الا انه في لوحاته
في لوحاته ذات الشفافيات اللونيه الغارقه بالغموض و النائيه عن منطق الاقحام و التشويه لانه اساسا لا يكتفي بالتعاطف مع شخوصه و نماذجه بل مع ذاكرته و يذكره للاشياء ،و من هنا تكتسب ابداعه دقه شبيهة بدراسة
_الاركولوجيين_ ان جاز التعبير.... و لهذا كنت اتمنى ان احصل على بيغرافيا كامله لاعمال هذا الابن البار تركمان العراق
لتوثيقها و ارشفتها تمهيدا لضمها في دفة كتاب مع اعمال بقية الفنانين التركمان في اوروبا.
كما من الجهات الثقافيه في الجبهة التركمانية دعوتهم لاقامة معرض شامل لاعماله في مدينة كركوك التي احبوهت و احبتهم.لا يوظف الذاكرة بالمعنى العام نتمنى للفنان _اياد جلبي_ الذي يتذكر بحرقة استاذه _سعاد ارسلان_و_محمد عزت _و_خالد رمضان_و الذي يامل باقامة معرض جماعي مع فناني التركمان في السويد ....المزيد من التقدم....
و تحية لكل الطالبين غمار الافق من سفراء الفن التركماني الذين حولوا وهج نيران _باباكركر_ في دواخلهم الى فعل الازل. والمطلق ،
يرسم عمليه التذكر نفسها و خصوصا .




اياد جلبي في سطور...........
_من مواليد عام 1955 _كركوك _
تتلمذ على يد الفنان المرحوم _خالد الجادر_اكمل الدراسة في كركوك
_اشتغل في التصميم الصحفى ورسوم الاطفال في _مجلة المراة_و الفنون_العراقية و بسلسلة _دار ثقافة الاطفال.
_رحل الى باريس فى عام 1979 و درس الرسم فى اكادمية الفنون الجميلة في_اكس بروفانس_بجنوب فرنسا.
_ تعلم فن الكرافيك في اتيليه _لاكورييغ_و هي من اقدم مشاغل الفن في فرنسا التي اشتغل فيها كبار الفنانين امثال...
بيكاسو , دالي,و ماتس
_عمل في تصميم الصحف و المجلات الفرنسية و الاعلانات الى عام 1986 ثم عمل في تصميم الاقمشة و الخزف و الارضيات البلاستكيةو الفورميكا .... له معارض عديدة في اغلب دول اوروبا و امريكا والدول العربية.
_يقيم الان معرضا لاعماله في مدينة _مالمو_بالسويد.


تحقيق و متابعة فاضل ناصر
اذاعة صوت التركمان
يوتوبورى السويد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire